اختلفت ليلة زفاف العروس «شيخة» 16عاما عن قريناتها اللائي يحلمن بحفل عرس وردي.. بدلا من الجلوس على الـ« كوشة » التي تحلم بها كل فتاة نقلت العروس شيخة الى السرير الابيض في مستشفى الملك فيصل بالطائف وهي في حالة غيبوبة حيث استعاضت عن شربات الفرح بـ«كلوركس مركز» في محاولة منها لوضع حد لحياتها الزوجية قبل أن ترتبط بزوج يكبرها بستة عقود.. الأحداث الحزينة ترويها العروس من غرفتها في مستشفى الملك فيصل بالطائف اذ تقول إنها تعيش مع والدها في المدينة المنورة بعد انفصال والدتها منه حيث تقطن الأم في مدينة العلا...تواصل شيخة حديثها : في أحد الأيام استدعاني والدي وطلب مني الموافقة على الزواج من شخص وهددني لو فكرت في الرفض ثم اصطحبني من قرية السليمانية مع شخص كبير في السن وبرفقتنا فتاة لاتتجاوز 13عاما باتجاه قرية (العيص) وعند المأذون الشرعي طلبوا تحاليل ماقبل الزواج و اخبرونا بأن نتيجة الفحص تسلم بعد اسبوع لكن الوالد ومعه الرجل قررا التوجه إلى ينبع لعمل التحاليل الطبية ماقبل الزواج في أسرع وقت ..
تكفكف شيخة دموعها وتستطرد : وصلنا ينبع في التاسعة صباحا وتم استخراج التحاليل الثالثة عصرا ثم توجهنا إلى المأذون .. كنت اخشى على نفسي من تهديدات أبي ولاسيما اننا خرجنا من منزلنا دون علم أحد .. كنت أبكي ولكنهم لم يعيروا دموعي اي اهتمام و اكتمل العقد رغم المحاولة اليائسة من السيدة التي حضرنا لعقد القران في منزلها وقيامها بإجراء اتصال مع والدتي لطلب النجدة لإنقاذي وايقاف الزيجة .. اكتشفت الفتاة أنها عروس لشخص في الخامسة والسبعين من العمر والزوجة الثالثة له ورغم هول الصدمة.. اكتمل العرس الذي تم دون أن ترتدي ثوب الزفاف على حد قولها و لم تقف الحكاية الحزينة عند هذا الحد إذ اكتشفت شيخة كما تقول إنها ضحية زواج البدل «الشغار» حيث أقدم والدها على الزواج من ابنة عريسها الجديد (13 سنة )!.
الشرطة تحقق وحقوق الانسان تنصح العروس شيخة أن تطلب من حقوق الإنسان التدخل وإيقاف الزواج لعدم رضاها كون العريس يكبرها بستة عقود كما تطالب بفسخ ولاية والدها وإعادتها لأمها التي تسكن في العلا .
من جانب آخر ذكرت مصادر أمنية أن التحقيقات لازالت جارية في القضية و تم الاستماع الى افادات الفتاة لمعرفة كافة الظروف والملابسات.
وناشدت أم العروس الجهات المختصة بحماية ابنتها من والدها ومن زوجها خاصة بعد محاولتها الانتحار و لم تبد «أم فيصل» والدة «شيخة» التي ترقد على السرير الأبيض بمستشفى الملك فيصل بالطائف استغرابها مما أقدم عليه والدها من تصرف وإجبار ابنته ذات السادسة عشرة من العمر على الزواج عن طريق التهديد وقالت: لم استغرب ما حدث مع ابنتي شيخة التي انتقلت للعيش عند والدها وهي في السابعة من عمرها هي وشقيقتها الصغرى منذ انفصالنا قبل خمسة عشر عاما و منذ ذلك الوقت نحن في مشاكل ومحاكم وذكرت الأم إن والد شيخة يعاملها وشقيقتها بقسوة وحرمان ولا يلبي طلباتهما ويمنعهما من الخروج إلا في الضرورة كما حرمهما من زيارتها واجراء اتصال هاتفي بها.
وعن حادثة الزواج قالت الام أنها لا تعلم عن هذا الأمر شيئا حيث فوجئت باتصال من ابنتها شيخة من رقم غريب وهي تستغيث بالصراخ والبكاء وتطلب النجدة بأن والدها يزوجها من شخص يبلغ من العمر أكثر من 75 عاما
تضيف الام لم استطع أن أقدم لها شيئا غير الدموع لأنني في منطقة تبعد عن ينبع كثيرا واحتاج لوقت للوصول إليها ومع ذلك فوجئت بامرأة تتحدث معي محاولة إنقاذ الفتاتين وأبلغتني عن حالة ابنتي السيئة ولم أعرف بعد ذلك شيئا حتى تلقيت اتصالا من شيخة وهي تخبرني أنها بمستشفى الملك فيصل بالطائف بعد محاولتها الانتحار وتطالب أم فيصل حقوق الإنسان ولجنة الحماية وكل من يهمه الأمر بحماية ابنتها وشقيقتها وفسخ النكاح الذي تم بالإكراه من قبل والدها وتشير الأم الى أن الزيجة لم تتم بشروط الزواج الشرعي وعدم قبول الطرف الآخر وحدوث زواج البدل «الشغار» كما تطالب أم فيصل من والد شيخة أن يعيد لها ابنتيها لعدم شعورهما بالأمان معه
تحياتي لكم
كــــــــــــاســـــــــبر ســــــــــــتــــــــــي